عندما تتكرر الإعتصامات و تتضاعف و تنتشر هنا و هناك في مختلف أنحاء البلاد من أجل مطالب مشروعة و أخرى مزعومة، و عندما تتوالى الإحتجاجات العشوائية فتقطع الطرق و تقفل السكك الحديدية فيتوقف العمل في أكثر من مؤسسة و خلية إنتاج في البلاد، و عندما تسمعون عن إعتصام للسلفيين في جامعةٍ هنا و عن قيام إمارةٍ إسلاميةٍ في بلدةٍ هناك، وعندما يتوعد شبه نقابي علناً الحكومة ثم يهدد بالإنفصال، و عندما يعتدى على رئيس الجمهورية و يمنع من إلقاء كلمته، و عندما يضرب أعوان الأمن عن العمل إحتجاجاً على بعض التحويرات و الإصلاحات صلب الوزارة، و عندما يقذف وزير الداخلية في عرضه بتواطؤ من فلول البوليس السياسي و اليسار المتطرف، و عندما تطل علينا قناتنا البنفسجية صباحاً مساءً بمشاهد الفقر و البؤس و أزمات إقتصاديةً و إجتماعيةً هنا و هناك و غيرها من المظاهر المزرية و المتردية، و عندما تصبح هبات الشقيق و مساعداته تهديد لسيادة البلد و استقلاليته في حين أنها غير ذلك عندما تكون في شكل قروض مجحفة من عند ما يسمونه ب"الصديق"، و عندما يهرول عجوز في عقده التاسع مسرعاً إلى المحاكم دفاعاً عن بؤرة فجور و فساد ثم يصدر بياناً يدعو فيه إلى "تصحيح المسار السياسي" فيصطف وراءه سياسيين و شبه معارضين، فاعلم حينها أخي القارئ -حفظك الله- أن ما يسمى بجيوب الردة من ازلام التجمع المنحل و اليسار المتطرف و أدعياء الحداثة و التقدم الحاقدين على الثورة و نتيجة الإنتخابات بصدد التحالف و التآمر على أمن البلاد و اقتصاده عقاباً و تشفياً في من أوصل غيرهم إلى سدة الحكم مستعينين في ذلك ببقايا الإعلام البنفسجي و الصحافة العميلة. قوى الردة أو الشد إلى الوراء كما يسمونها لن تدخر جهداً في سبيل تأجيج الوضع الداخلي و افتعال الأزمات و الإضطرابات من أجل الضغط على الحكومة و ارباكها و لو كلفهم ذلك إسقاط البلاد في متاهات المجهول. تونس بلد عربي مسلم متجذر في الأصالة و الحداثة منذ ما يزيد على ألف و أربع مئة سنة لن يقبل شعبه بخيانتكم له و تآمركم عليه و لن يزيده ذلك إلا إصراراً على خياراته و إلتفافاً حول قياداته وعزيمةً للتقدم و المضي إلى الأمام نحو الرقي و التقدم ملقياً بكم في قمامات و مزابل التاريخ.
إذهب ثكلتك أمك أنت و أمثالك من مغتصبي الثورة و مصابي فوبيا الحرية و الفكر
ردحذفكشفتم عن أقنعتكم مبكرا و لكنكم لن تقطعوا أطراف المحتجين من خلاف و لن تخرسوا وسيلة إعلامية واحدة إلا على جثثنا ، و لا نامت أعين من جعل النور يخاف من مدننا