الجمعة، 27 يناير 2012

و للخيانة فن...

عندما تتكرر الإعتصامات و تتضاعف و تنتشر هنا و هناك في مختلف أنحاء البلاد من أجل مطالب مشروعة و أخرى مزعومة، و عندما تتوالى الإحتجاجات العشوائية فتقطع الطرق و تقفل السكك الحديدية فيتوقف العمل في أكثر من مؤسسة و خلية إنتاج في البلاد، و عندما تسمعون عن إعتصام للسلفيين في جامعةٍ هنا و عن قيام إمارةٍ إسلاميةٍ في بلدةٍ هناك، وعندما يتوعد شبه نقابي علناً الحكومة ثم يهدد بالإنفصال، و عندما يعتدى على رئيس الجمهورية و يمنع من إلقاء كلمته، و عندما يضرب أعوان الأمن عن العمل إحتجاجاً على بعض التحويرات و الإصلاحات صلب الوزارة، و عندما يقذف وزير الداخلية في عرضه بتواطؤ من فلول البوليس السياسي و اليسار المتطرف، و عندما تطل علينا قناتنا البنفسجية صباحاً مساءً بمشاهد الفقر و البؤس و أزمات إقتصاديةً و إجتماعيةً هنا و هناك و غيرها من المظاهر المزرية و المتردية، و عندما تصبح هبات الشقيق و مساعداته تهديد لسيادة البلد و استقلاليته في حين أنها غير ذلك عندما تكون في شكل قروض مجحفة من عند ما يسمونه ب"الصديق"، و عندما يهرول عجوز في عقده التاسع مسرعاً إلى المحاكم  دفاعاً عن بؤرة فجور و فساد ثم يصدر بياناً يدعو فيه إلى "تصحيح المسار السياسي" فيصطف وراءه سياسيين و شبه معارضين، فاعلم حينها أخي القارئ -حفظك الله- أن ما يسمى بجيوب الردة من ازلام التجمع المنحل و اليسار المتطرف و أدعياء الحداثة و التقدم الحاقدين على الثورة و نتيجة الإنتخابات بصدد التحالف و التآمر على أمن البلاد و اقتصاده عقاباً و تشفياً في من أوصل غيرهم إلى سدة الحكم مستعينين في ذلك ببقايا الإعلام البنفسجي و الصحافة العميلة. قوى الردة أو الشد إلى الوراء كما يسمونها لن تدخر جهداً في سبيل تأجيج الوضع الداخلي و افتعال الأزمات و الإضطرابات من أجل الضغط على الحكومة و ارباكها و لو كلفهم ذلك إسقاط البلاد في متاهات المجهول. تونس بلد عربي مسلم  متجذر في الأصالة و الحداثة  منذ ما يزيد على ألف و أربع مئة سنة لن يقبل شعبه بخيانتكم له و تآمركم عليه و لن يزيده ذلك إلا إصراراً على خياراته و إلتفافاً حول قياداته وعزيمةً للتقدم و المضي إلى الأمام نحو الرقي و التقدم ملقياً بكم في قمامات و مزابل التاريخ.

هناك تعليق واحد:

  1. إذهب ثكلتك أمك أنت و أمثالك من مغتصبي الثورة و مصابي فوبيا الحرية و الفكر

    كشفتم عن أقنعتكم مبكرا و لكنكم لن تقطعوا أطراف المحتجين من خلاف و لن تخرسوا وسيلة إعلامية واحدة إلا على جثثنا ، و لا نامت أعين من جعل النور يخاف من مدننا

    ردحذف

تعليقك يعكس مستواك. كل التعاليق مرحب بها ما عدا التي تحتوي على ألفاظ بذيئة أو شتم أو إعتداء على الدين أو على الذات الإلهية.