الخميس، 10 فبراير 2011

حكومة الفوضى الوطنية

غريب أمرهذه الحكومة و الله...
الحكومة الحالية و حسب الدستور التونسي هي حكومة مؤقتة مهمتها تسيير شؤون الدولة خلال مرحلة الإنتقال الديمقراطي كما يسمونها. فمهمتها الدستورية هي الإشراف على تعديل كل من الدستور و المجلة الإنتخابية اللذان فصلا على مقاس الدكتاتور الهارب إضافةً الإعداد لإنتخابات حرة و نزيهة يشارك فيها الجميع دون إقصاء و لا إستثناء و كل ذلك في مدة لا تتجاوز الستون يوماً على أقصى تقدير.

الشيء الذي لم أفهمه هو لماذا تنشغل هذه الحكومة بالمصادقة على المعاهدات و الإتفاقيات الدولية بدعوة تفعيل المسار الديمقراطي و ضمان حقوق الإنسان التي لم نر منها سوى الإعتصامات و الصياحات و الجري في الشوارع! و من ثم يقرون مشاريع قوانين وهمية و يطلبون من مجلسي النواب و المستشارين المصادقة عليها حتى يتسنى كما يقولون للرئيس الوقتي الإمضاء عليها و يتمكن من إصدار مراسيم و و ... يأخي نحن قمنا بالثورة و خلعنا النظام السابق و من ثم تركنا لكم المجال لتطبيق الدستور حتى يكون الإنتقال قانوني و منظم و من ثم تخترقونه و تحاولون إعادة تفصيله على مقاسكم! طيب، مسألة  تمديد الفترة الإنتقالية نظراً لطبيعة المرحلة هذا شيء معقول و الجميع قبله، و لكن مسألة المصادقة على الإتفاقيات و المعاهدات الدولية و توسيع صلاحيات الرئيس هذا شيء غير مفهوم، و ما مصلحة المواطن من إتخاذ  هذه المصادقات و التشريعات؟! و ما نفعه منها؟! يا أخي إذا لا تريدون  إلتزام الدستور فلنطبق إذاً قوانين الثورة و لتذهبوا أنتم و دستوركم إلى الجحيم!!! انها و بكل صراحة حكومة فوضى انتقالية ستذهب بالبلاد إلى حدود القرن الإفريقي!

كما لم أفهم لماذا تصر الحكومة على تعيين وزراء تكنوقراط؟! أنا من رأيي أن تبقى هذه المناصب شاغرة أفضل من تعيين وزراء تكنوقراط، فنحن خلال هذه الفترة في حاجة لوزراء سياسين، سياسيون قادرون على اخرجنا من هذه المرحلة بأقل الأضرار و الخسائر. ثم لماذا لا يلتزمون وزراء الغنوشي مكاتبهم و ينكبون على العمل ليلاً نهاراً حتى يخرجوا البلاد من المأزق الذي هي فيه، بدل احتراف التحليل السياسي في ستديوهات القنوات التلفزية؟! يا أخي بن علي ذهب و لكن لم تذهب معه ديون تونس! و لا البطالة و لا المعانات، و لا الفقر و لا التهميش! الأمن منفلت و ميلشيات التجمع تصول و تجول في البلاد من شمالها إلى جنوبها و السيد وزير الداخلية يقيل و يعين في المسؤولين!

و أما عن قناتنا الوطنية فحدث و لاحرج فإما أفلام وثائقية أكل و شرب عليها الدهر و إما مشاهد بؤس و معانات تبثها في نشراتها الإخبارية و كأن الحل في التعرف على مظاهر الفقر و الغبن عوض البحث عن حلول  لها.

و في الأخير أحمد الله و اشكره على الجيش الوطني العظيم الذي حبانا به، فحمانا -و لايزال- من بن علي و ميليشياته القذرة.

هناك تعليق واحد:

تعليقك يعكس مستواك. كل التعاليق مرحب بها ما عدا التي تحتوي على ألفاظ بذيئة أو شتم أو إعتداء على الدين أو على الذات الإلهية.